مكامن وأدوات قوة المملكة العربية السعودية... توعوي!!!

بادئ ذي بدء، بدلاً عن مناقشة صراع ما قبل ١٤٠٠ سنة، سأهتم بمناقشة العنوان أعلاه كجانب توعوي للشباب.

لاحظت أن هنالك استهتار واستخفاف وتضليل، وقد يكون ناتجاً عن نقص الاطلاع أو أخذ المعلومات المقولبه والجاهزة بين أوساط الشباب- بوعي أو دون وعي- عن إمكانيات المملكة العربية السعودية، وأدوات القوة التي تمتلكها بشقيها- الناعمة والصلبة-.

وفي الآونة الأخيرة، لاحظت كذلك منشورات تنتقد وتقلل من مشاريعهم العملاقة مثل "ذا لاين/ نيوم ، والقدية، والبحر الأحمر". وفي الحقيقة، لا تهمني تلك المشاريع بقدر اهتمامي بصنعاء واب ومارب وعدن وسقطرى والمكلا، وبلحاف وشبوه والمهرة، ووطني بشكل كامل، وكذلك بقدر اهتمامي بالوعي العام. كما اعتقد أنه يتوجب علينا أن نركز على مشاريعنا، وأن ننقل تجاربنا ونجاحاتنا المتتالية لتستفيد منها الدول الأخرى، قبل تقديم أي نقد لمشاريع الآخرين!!!.

وما أجزم به هو أن المملكة حققت إنجازات أكثر بكثير منا، والبون بيننا شاسع، وأنهم في مرحلة نهضة كبيرة، ليس بسبب مشاريعهم العملاقة، بل بسبب عودة آلاف من العقول السعودية الواعية المتعلمة بأرقى جامعات العالم، وتمكينهم في أماكن قيادية بمختلف مفاصل الدولة.


والهدف من وراء هذا المقال هو توعوي بحت، وعرض حقائق عن أهم محاور وأدوات ومكامن القوة التي بيد المملكة. فمن يرى أن السعودية عدو له، فليعرف مكامن قوتها، وليقيم نفسه وليعرف أرضيته أن كانت صلبة متماسكة أو متراخية، وهذا فعل الحكماء. ومن يرى أن السعودية صديق وحليف، فليستفد من الإمكانيات وأدوات القوة من خلال بناء ونسج علاقات وطيدة لتبادل المصالح المشتركة، وهذا فعل السياسي المتمكن.


ولعلي أشير هنا كذلك بما قاله الرئيس السابق "علي صالح" عن المملكة بانها "أمريكا الشرق الأوسط!!" في سياق ما تمتلكه من أدوات القوة، وكان يعني تماماً ما قاله. علماً ان هذا صدر من رجل في رأس هرم السلطة، وأدار دولة لمدة طويلة، وعرفهم وعرفوه، وخبرهم وخبروه!!!. كما سيجد القارئ الكريم المهتم، محاور أدوات القوة بعد خاتمة هذا المقال، ومبوبة بالجوانب التالية: (الاقتصادية، السياسية، التبادل الثقافي والبحثي، المشتريات العسكرية، وكذلك الجانب الديني)، ومسرودة على شكل نقاط.


ما اريد ان اوصله كذلك للقارئ في هذا السياق، أن رجال الدولة الحكماء والساسة الفطنين هم من تجاوزوا مستوى فهم أدوات القوة إلى التعمق في فهم وإدراك البعد الثقافي، وفهم قيم ومبادئ اي حزب سياسي أو اي أسرة حاكمة؛ وذلك من أجل جلب المنافع لبلدانهم ومواطنيهم. ولا بد أن أشير أنك قد تجد الدبلوماسي والسياسي الأمريكي أو البريطاني أو الفرنسي مدركاً كلياً لخبايا الصحراء، وأنواع الخيول، وخصائص الجمال/ البعير، ومكونات القهوة العربية، حتى أنه قد يصل إلى فهم معنى إشارة حركات الفنجان لدى البدو!!!!. كما هو الحال بالمقابل، في ادراك السياسي الصيني أو الياباني لأهمية استهلال الحديث عن الطقس، والمأكولات، وأنواع الرياضة المفضلة، في الدول الأوربية أو دول أمريكا الشمالية!!.


أدرك كلياً حجم الوجع والألم ونشعر به، وبالذات لمن فقد قريب أو دمر منزله نتيجة القصف الجوي الهمجي؛ ولكن يجب أن نعرف بان القرارات المصيرية لا تدار بالعاطفة، ويتحمل مسؤوليتها من صنعها، ويدفع تكاليفها المجتمع إذا لم يوقفها عند حدها. كذلك، يتوجب أن يكون حجم الوجع والألم واللوم أضعافاً مضاعفة على الحمقى الذين نصبوا أنفسهم للحكم كسلطة أمر واقع بقوة السلاح، رغم إدراكهم بان جزء كبير من الشعب لهم كارهون، وادخلوا البلاد بمتاهات غير محسوبة، وهم غير قادرين على حماية مواطنيهم وحفظ أراضي بلدهم، وتماسك نسيج مجتمعهم. والمصيبة الكبرى، أنه انتهى بهم المطاف بالتباكي على المطارات المغلقة والموانئ المسلوبة، والثروات المهدرة!، ووصل عجزهم لعدم دفع الرواتب لموظفي الدولة بحجج واهية، والاستجداء للمساعدات الإنسانية!!!. لم يتوقف ذلك عند هذا الفشل والعجز الكامل، بل تخطى ذلك الأمر الى ان اصبح المواطن يذوق الأمرين من سلطة واقع همجية وعنصرية، تسلب وتنهب أموال الوطن والمواطن، وتفكك نسيجه الاجتماعي عوضاً عن المحافظة عليه وعلى مقدراته!!!.


ختاماً، السياسي الحكيم هو من يقيم وضعه ويعرف أرضيته جيداً، ويعرف مكامن قوة صديقة وعدوه ويقارنها بما لدية، قبل الإقدام على أي خطوة رعناء!.  كما أن منبع الشجاعة والقوة تكمن بالعقل والمنطق والحكمة، لا باتباع منطق "غادي الله بغادي!!!". قناعتي التامة أنه ليس قدرنا أن نكون تابعين مسلوبين الإرادة للملكة العربية السعودية، أو أن نكون مصدر قلق لهم، وتابعين لجهة تخريبية أخرى تستهدفهم. قناعتي ان الوضع الذي وصلنا إليه هو قدر صنعناه بأيدينا، وناتج عن خلل كبير من قبل ساستنا ورجال دولتنا!!!.


------‐-----------------------------------------

أهم محاور القوة الاقتصادية:

- ميزانية عامة بما يقارب ٢٥٥ مليار دولار أمريكي، مع وجود فائض للعام المقبل يقدر ب ٢٤ مليار دولار.

- تعد قوة عظمى في مجال الطاقة، ولديها اكبر شركة نفطية "أرامكو" تقدر اصولها باكثر من ٢.٤٦٤ تريليون دولار أمريكي، وتعتبر اكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية.

- لديها صندوق سيادي يعد في المرتبة السادسة بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وتقدر قيمة اصوله ب ٦٢٠ مليار دولار.

- لديها استثمارات كبيرة بمختلف دول العالم، وبدأت حالياً التوجه للاستحواذ كذلك على شركات في العالم العربي.

- تعتبر الدولة الثانية في انتاج النفط ضمن اوبك، وتمتلك ثاني اكبر احتياطات نفطية مؤكدة.

- لديها دخل ثابت ومستمر من السياحة الدينية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

- يعد الاقتصاد السعودي بالمركز ال ٢٦ عالمياً، وحققت المرتبة ال ٧ من بين مجموعة دول العشرين G20 .

- ارتباط سعر النفط بالدولار الامريكي، يجعل العلاقة مع اقوى دولة بالعالم مصيري.


اهم محاور القوة السياسية:

- التعاون الوثيق في التوجه، والتناغم والمحاذاة شبه التامة بين المؤسسة الدينية والقوة السياسية.

- لديها قوة سياسية على مستوى النظام العالمي من خلال اللوبيات الموزعة، والتي تنفق عليها مبالغ ضخمة.

- ينظر لها النظام العالمي كمركز للعالم الاسلامي؛ بسبب وجود الاراضي المقدسة، وتعتبر اداة قوة يمكن توظيفها سياسياً لحشد الرأي الاسلامي.

- لديها تأثير ونفوذ كبير- وشبه سيطرة- على مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية.

- لديها تاثير لابأس به على الامم المتحدة بأجهزتها الستة الرئيسية، وكذلك على وكالات منظمومة الامم المتحدة المتخصصة.

- سفاراتها فاعلة، ولديها ميزانيات عالية، لتجسير أي فجوة مع الدول التي ترغب بتقوية العلاقات معها، وتكسب دعمها في أي حدث كان.


اهم محاور القوة المستمدة من التبادل الثقافي والبحثي والإجتماعي:

- تدعم مالياً العديد من مراكز تدريس اللغة العربية في دول مختلفة، وتقدم منح دراسية ومقاعد مجانية لطلاب من مختلف دول العالم لدراسة اللغة العربية بالجامعات السعودية.

- تقدم العديد من المقاعد المجانية بمختلف المجالات كتبادل ثقافي للدراسة في الجامعات السعودية لطلاب من مختلف دول العالم.

- تقدم دعم مالي لمراكز ابحاث في شتى المجالات- الانسانية، العلمية، الطبية- في مختلف دول العالم، مع التركيز على جامعات الدول المؤثرة عالمياً.

- ابتعاث آلالف الطلاب للدراسة بشتى المجالات وبمختلف دول العالم، وبأرقى الجامعات. بالاضافة الى التسلح بالعلم والمعرفة، تعدت علاقة بعض الطلاب السعوديين مستوى الزمالة الى بناء علاقات شخصية قوية مع طلاب أجانب- وبالذات ابناء صناع القرار في الدول العظمى، ممن يدرسوا بأرقى الجامعات-.


القوة المستمدة من المشتريات العسكرية:

- ميزانية تقدر ب ٤٦ مليار دولار للانفاق العسكري، هذا المعلن فقط.-

- شراء معدات عسكرية بالمليارات من الدول العظمى، وهذه يمكن توظيفه كورقة ضغط لصالحهم، تحت مبدأ رضا العميل يعد رقم ١ في التجارة.


اهم محاور القوة المستمدة من الجانب الديني:

- ينظر اليها النظام العالمي كمركز لدول العالم الاسلامي. وبالتالي، عادةً ما تطلب الدول العظمى، والدول الفاعلة في الشأن الدولي، المشورة والمرئيات من الجانب السعودي في أي شأن متعلق بجانب الدول الاسلامية.

- التأثير والنفوذ من خلال الدعم المالي للعديد من الروابط والمراكز الاسلامية في العديد من الدول.


القوة الصلبة:

- هنالك العديد من المعاهدات والاتفاقيات المرتبطة بالجانب العسكري والأمني، كما تحاول حالياً نسج علاقات توازنية مع الصين وروسيا.

[11:24 a.m., 2022-08-09] Hamdan: تجنب الماضي، والقفز إلى المستقبل!!!!

ينزعج البعض بمجرد مناقشة أو حتى ذكر كلمة "الماضي"، وينتقد التركيز عليها بشكل عام. ويرى أنه يتوجب تكريس الجهود والتركيز مباشرة على المستقبل. ويحاجج  أولئك أن النظر للماضي مثبط، وعديم الفائدة، ونوع من إهدار الوقت، ومحفز على إعادة تدوير الصراعات وإثارة النزاعات والأحقاد. نعم، هذا الطرح فيه جزء من الحقيقة، وينطبق فقط على من يجترون الماضي بهدف الحصول على مكاسب سياسية  أو سلطوية في المستقبل، أو من يرغبون بإعادة تدوير عجلة الصراعات لأهداف معينة. ولكن هذا الطرح لا ينطبق كلياً على من يريدوا أخذ الدروس المستفادة؛ وذلك لتحصين الأجيال القادمة من عثرات وسقطات الماضي عند التوجه لبناء المستقبل. وبالمختصر، أن النظر للماضي يشكل خارطة طريق تقي من تكرار الوقوع بحقل ألغام الماضي، وكل ما نشهده اليوم بقضه وقضيضه إلا نتاج طبيعي لعدم أخذ الدروس المستفادة من الماضي!.

 لن يتأتى المستقبل إلا بخطوات ثابتة ومعروفة انتهجتها معظم الدول الناجحة، وكان العامل المشترك لنجاحها  هو الأخذ بالدروس المستفادة، وتتمثل الخطوات بما يلي: (١) اخذ الدروس المستفادة من الماضي، (٢) تقييم الوضع الحالي/ الحاضر، (٣) تحديدات الوضع المستقبلي المرجو/ المنشود، (٤) تجسير الفجوة بين الوضع الحالي والمرجو من خلال خارطة طريق مبنية وفق منهجية مدروسة تنتهي بمجموعة من المبادرات والبرامج والمشاريع.


الإشكالية دائماً ليست بالثلاث الخطوات الأخيرة (الثانية، والثالثة، والرابعة) لأنها لا تزال في متناول اليد ويمكن العمل عليها.

عادةً، ما تكمن الإشكالية بالخطوة الأولى المتمثلة بأخذ الدروس المستفادة؛ وذلك نظراً لأنها أحداث انتهت، وانتهى إطارها الزمني، ولكثرة المغالطات فيها، ولتفشي ثقافة عدم ذكر الأخطاء، ولوجود صعوبة لتحديد مصادر موثوقة لاستقائها.

وبالتالي، من أين نستقي الدروس المستفادة؟ وما هي المصادر الموثوقة لها؟. ومنبع هذا السؤال ناتج أن الإنسان بطبيعته لديه جانب تحيزي، وان السقطات والعثرات الكبيرة تحدث عند الصراعات، ومعظم- ليس كل- من كتب وقت الصراعات، كان متحيز لأحد الأطراف- إلا قلة قليلة من المصادر، وقد يصعب التعرف عليها!!!-.


دعونا نتفق أولاً  بأن الدروس المستفادة تعني ذكر الإشكاليات والأخطاء التي تم الوقوع فيها، ومسبباتها الجذرية- لا القشور-، وكذلك كيف تم التغلب عليها. وبمعنى آخر ذكر الجوانب المشرقة "النجاحات، وأسبابها"، والجوانب المظلمة "الأخطاء والعثرات والسقطات، ومسبباتها". كما أن الدروس المستفادة تنبثق من حقائق واقعية، وليس من آراء أو وجهات نظر شخصية. علماً أن الأخذ بها يقي من تكرار أخطاء الماضي، ومن هنا تكمن أهميتها.


لعلي أضع في السطور أدناه أربعة أمثلة - تخيلية او واقعية-، تمثل أربعة مؤلفات ناقشت وضعنا الراهن، وتصور الانحيازية في الطرح، وتعرض قشور المشكلة- لا جذورها- ، وكيف تم التغلب عليها. هذه الأمثلة ستشرح فداحة وكارثة الدروس المستفادة التي سوف يطلع عليها الجيل القادم.


فيما يخص التحيز، تخيل معي صدور أحد المؤلفات لأحد المتحيزين لطرف الصراع  عن الاحداث الحالية، وتحدث عن الانتصارات، والصمود، والتأييد الإلهي، ونشر الفضائل، ووحدة الصف، وعدم التمييز، وتحسين العمل المؤسساتي ووو،وغيرها. وكل تلك مغالطات، والواقع يقول إن هنالك انهزام سياسي واقتصادي واجتماعي، وتدمير للبنية التحتية والمؤسسية، وتحطم للقيم الأخلاقية، وتشرذم وانقسامات لمكونات المجتمع، وعنصرية مقرفة، وفقر، ومجاعة، وتفشي أوبئة. 

في الطرف المقابل، تخيل معي محتوى كتاب لكاتب ينتمي للجانب الآخر من طرفي النزاع، كتب يشرح فيه عن استقلالية وسيادة القرارات، والخطط الاستراتيجية غير مسبوقة لتخليص العاصمة، وعن النزاهة، وعن النجاحات المتتالية في بناء نموذج دولة يحتذى بها، ووو، وغيرها. رغم أن الواقع يقول إن هنالك تبعية عمياء، وشلل عن أي تقدم لسنوات، وفساد مستشري، وعجز عن إيجاد نموذج ناجح.


فيما يخص عرض الإشكاليات القائمة، على سبيل المثال، تخيل معي خروج العديد من المؤلفات تعمل على تشريح الحركة الحوث يه وتثبت المثبت، وكذلك مؤلفات اخرى توضح مخاطر الهاشمية السياسية؛ ولكن تم التنصل والتهرب والتغاضي كلياً عن مناقشة مصدر قوة هذه الحركة وطبقة الجيش فيها، والمستمدة معظمها من أبناء القبائل المنتمية لمذهب فكري معروف!!!!.

فيما يخص عرض طرق التغلب على بعض الإشكاليات، فعلى سبيل المثال، تصور ان يتم حل إشكالية عنصرية السلالية بعنصرية مقابلة، وبالتالي عوضاً عن حل المشكلة، أصبح لدينا مشكلتين!!.


تخيل معي كارثة وفداحة الدروس المستفادة التي سوف يستقيها القارئ من الجيل القادم عن تلك الأحداث، وعن مدى حجم التضليل، وعن أثرها في بناء إي مستقبل قادم!!!. وبالتالي، تصبح تلك الدروس المستفادة عبارة عن إشكاليات جديدة تحتاج إلى حلول!!!.


لذا، اعتقد أنه من الأفضل قراءة المصادر الموثوقة التي تحدثت عن الوضع وهي خارج دائرة الصراع كلياً، وفي الغالب قد يكون لكاتب لا ينتمي لبلد الصراع، ولا يتبع أي أجندة سياسية، ويصف الوضع برؤية مجردة ومنصفة. بمعنى أنه يتوجب تمحيص خلفية الكاتب وانتمائته، قبل الأخذ بأطروحاته. واعتقد كذلك أنه يمكن الاستفادة من المؤلفات التي أصدرت في حالة الاستقرار السياسي كون هنالك مساحة كافية لعدم التحيز، رغم أنه في حالتنا، فترات الصراعات متقطعة، وقد تفوق فترات الاستقرار!!!


أخيراً، المشاكل العميقة والمتجذرة التي نواجهها اليوم لا يمكن حلها دون أخذ الدروس المستفادة من الماضي، ولا يمكن حلها بنفس عقلية من صنعوها. كذلك لا يمكن حل مشاكل اليوم بمناقشة القشور دون الغوص بالجذور، ولا يمكن حل إشكالية بإشكالية مقابلة!. اعتقد كذلك انه يتوجب ايجاد آليه لحل إشكاليتي الذاكرة المثقوبة وعدم الاتزان العاطفي في المجتمع، لكي لا يتم التلاعب به مجدداً، ولعدم الوقوع بعثرات الماضي مراراً وتكراراً.

[11:25 a.m., 2022-08-09] Hamdan: بعض المغالطات التي يستخدمها بعض المشايخ وأبناء القبائل لتبرير زج أبناء قبائلهم ضمن حركة الحوث ي - حتى أصبحت بعض القرى خالية من الرجال-، هو أن القبيلة سياسية بطبيعتها وبراغماتية تحاول دائماً أن تجد لها موضع قدم في أي سلطة قادمة أو أي حركة ناشئة، وتحاول أن تلعب دوراً فاعلاً في أي أحداث قائمة.


وهذا نوع من المغالطة ومردود عليه:

ما هي المكاسب السياسية التي تحصلوا عليها؟ وما هي المواقع القيادية التي عينوا بها؟! وما هي القرارات ووجهات النظر والمرئيات التي تم الأخذ بها أو قبولها منهم؟!!!. وما هو الدور الفاعل الذي قاموا به؟؟ غير زج أبناء القبائل لأرض المعركة!!!

لم تهن القبيلة بشكل فج إلا في عهد هذه الحركة من تشريد، وقتل، وتدمير منازل، ومصادرة ممتلكات، وتعمد إذلال وإهانة للوجاهات، وووو؛ حتى أنها فاقت عهد الرهائن!. فعن أي مكاسب سياسة وبراغماتية وأدوار تتحدثون؟!!!

إن كان هنالك من مكاسب فعليه للقبيلة ومشايخها فهي نالتها في العهد الجمهوري، حتى أصبح مآخذ عليها، ونقطة معيبة بحق العهد الجمهوري، وأطلق عليها "بدولة المشايخ!". بل أصبح الكثير ينظر بأنها العائق أمام بناء الدولة الحديثة المنشودة.

البعض الآخر قد يبرر بأنه تم التلاعب ودغدغة مشاعر القبائل تحت ذريعة الحفاظ على الأرض وحماية العرض.

 وهذا كذلك مردود عليه:

 لن تستباح أرضنا طولاً وعرضاً بهذا الشكل المخزي والمهين إلا في عهدهم، بل إنها أصبحت مسرح عمليات للتدريب- البري والبحري والجوي-، ولتجريب الأسلحة ولإهلاك الذخيرة الفاسدة!!!. وكذلك لم يسبق أن أهين المجتمع بشقية- رجالاً ونساء- مثلما أهين بعهدهم، وعهد من يشابهم بالفكر!!. فعن أي حفاظ للأرض والعرض تتحدثون!!!!


والبعض الآخر يتباهى ويقول نحن من صنعناهم - كآلهة التمر-، ويمكننا أكلها متى ما نريد. والسؤال، ألم تجوعوا بعد لكي تلتهموها؟!!، أم أن هنالك مذاقاً خاصاً ورائعاً للعبودية والخنوع!!


مفاد الرسالة أعلاه، موجهة للقبائل أفيقوا، ولا يوجد أي مبرر لزج ابناء القبائل في الصراع. وإن كان هنالك من دور فاعل يمكن أن تلعبوه في الوقت الراهن، فهو يتمثل بالضغط لإيقاف الحرب، والمصالحة الشاملة، والدفع نحو السلام الدائم، وكلمة السر فيه بسيطة "سحب أبناء القبائل من الجبهات-. يدرك الجميع بمن فيهم أنتم، أن الحركة الحو ث ية بدونكم ودون دعمكم ومساندتكم لا تمثل شيئاً، وأوهن من بيت العنكبوت. الخاسر الوحيد هم أنتم والمواطنين البسطاء، أما الحركة فالرجل الأولى بالسلطة والطيرمانات وفوق أشلاؤكم، والرجل الأخرى فوق ثروة كبيرة وشبكة منظمة تم بناؤها في الخارج.


اخيراً، فيما يخص بالمكون الاجتماعي القبلي الذي يؤمن بضرورة أن يكون" عكفي ومطية عند السلالية! "، من منظور فكري/ مذهبي، فسوف نفرد لهم منشوراً آخر، مع التركيز على الطبقة العاملة بالجيش...

Comments

Popular posts from this blog

كتاب " تكامل عمليات الأعمال مع نظام تخطيط موارد المؤسسات SAP ERP " ترجمة د.صالح السليم، د. همدان محمد الصبري