ترتيب جودة الأنظمة التعليمية على المستوى العالمي، وأنعكاساتها على تقدم وتطور الدول
نظرة عامة عن عناصر العملية التعليمية، وتساؤلات عن أسباب تصدر تلك الدول للقائمة
------------------------
يبدأ تقدم ورقي الامم انطلاقاً من اساس العملية التعليمية، وذلك أيماناً بأهمية الموارد البشرية ودورها الاساسي في النهوض والتطوير. لا يخفى على احد الاهمية البالغة للتعليم  سواءً للفرد او الاسرة  او المجتمع وانعكاساته على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وشتى المجالات الاخرى. بالنظر إلى عناصر العملية التعليمية، فإنها  تتكون بشكل مختصر من اربعة عناصر مرتبطة ومتكاملة مع بعضها البعض، وتتمثل بـ الطالب، والمعلم، والمنهج، والبيئة التعليمية – كما أن هنالك عناصر اخرى-. ومن المسّلم به انه عند اختلال اي عنصر من تلك العناصر فسوف تتأثر العملية التعليمية برمتها.  بالتأكيد، يعد الطالب احد الركائز الاساسية، وهو المستهدف من العملية التعليمية، ويمكن عن طريقه تقييم المخرجات التعليمية، وقياس مؤشرات الاداء للعملية بكاملها.
طالعتنا مؤخراً تقارير عن جودة الأنظمة التعليمية على مستوى العالم، للعام الحالي 2017م؛ حيث تم عرض ترتيب الدول بناءً على جودة الأنظمة التعليمية،  وقد ابتدأ التقرير بدولة سويسرا، مروراً بـ سنغافورة و فنلندا، والولايات المتحدة، ووو،... والقائمة تطول، انتهاءً بدول الشرق الادنى، كما هو موضح بالصورة ادناه. والتساؤل هنا : ما هي المقومات والعوامل التي جعلت من تلك الدول تحتل المراتب الاولى؟، وكيف استطاعت ان ترفع جودة أنظمتها التعليمية؟، وما هي الانعكسات المترتبه على تطور الانظمة التعليمة وارتباطها بنمو وتطور الدول؟. وهنا سأترك الإجابة عن جميع التساؤلات السابقة لاصحاب الاختصاص، وحثهم كذلك على عمل دراسة مبسطة عن اسباب جودة الأنظمة التعليمية في تلك الدول بناءً على محاور العملية التعليمية؛ ومدى تأثير مخرجات تلك العملية على تطور وتقدم الدول،؛ وذلك عن طريق جمع البيانات، وتحليل المشكلة، واقتراح الحلول والبدائل المناسبة.
لنأخذ دولة سنغافورة كمثال –او كدراسة حالة- كونها تصدرت القائمة، وحققت المركز الثاني على المستوى العالمي بجودة النظام التعليمي، واصبح يضرب بها المثل. في غضون عقود قليلة، استطاعت هذه الجزيرة الصغيرة تطوير نظامها التعليمي بشكل ملحوظ من خلال التركيز على نظام التدريس، ومفهوم التعليم، وإدراك أهمية التطوير والتحسين المستمر. وبالتالي استطاعت من بناء كوادر وخبرات متميزة كان لها دورها الفعاّل والواضح في بناء اقتصاد سنغافورة.
وللقراء الذين يملون من عرض المشاكل فقط، ويحبذون اقتراح الحلول والبدائل اقول: من ارد ان يصلح أنظمته التعليمية فما عليه إلا إتباع الخطوتين التاليتين: الخطوة الاولى: يتم فيها تقييم الوضع الحالي عن طريق المنهجيات والأساليب المعروفه لذوي الاختصاص، بينما تركز الخطوة الثانية على تحديد الوضع المرغوب الوصول إليه، من خلال تحديد الدولة التي يراد الوصول إلى مستواها كمعيار (كنقطة مرجعية/benchmark).  كما يجب في الخطوة الثانية ان يتم تتبع الاحتياجات والمراحل والخطوات التي قامت بها تلك الدولة لتصل الى ما وصلت إليه. ولكن يجب اخذ التقارب بعين الاعتبار، اي ان يتم اختيار الدولة التي كانت في فترة ما مقاربه لوضعه الحالي؛ وذلك لان للبيئة والبنية التحتية أثرها الواضح.
اخيراً، نهنئ المعلم بيومه العالمي الموافق 5 اكتوبر من كل عام -وهو يستحق اكثر من ذلك-، كونه من اهم ركائز العملية التعليمية.  علماً بان المعلم في الوقت الحالي لم يعد كما كان أقرانه في السابق، ينتظرون ما يجودون به الأهالي لهم؛ نظراً لعدم وجود مؤسسات وهيئات رسمية تدفع المرتبات في ذلك الوقت!!!.



Comments

Popular posts from this blog

كتاب " تكامل عمليات الأعمال مع نظام تخطيط موارد المؤسسات SAP ERP " ترجمة د.صالح السليم، د. همدان محمد الصبري