تفكيك وتفريخ القوى، وتجميع ومراكمة المشاكل!!!

احدى مبادئ بناء التماسك، ووحدة الصف والهدف تتمثل بتقليل عدد الأطراف/القوى وتوحيدها، من خلال التجميع الهرمي؛ أي تجميع كل المكونات الفرعية وإعادتها إلى مكون واحد، وربطها بالمكونات الأخرى تحت مظلة واحدة. وبالتالي، كلما تم تجميع الأطراف وتقليل عددها، كلما سهلة عملية الإدارة والقيادة، وتيسرت آلية اتخاذ القرارات، وتم تذليل العقبات والصعوبات أمام إيجاد أرضية توافقات مشتركة بين تلك المكونات.

وكذلك، احد المبادئ العامة لحل المشاكل الكبيرة، والملفات المعقدة هو بتفكيكها إلى أجزاء صغيرة، يسهل التعامل معها، وإيجاد الحل لها.

ولكن ما يحدث في واقعنا اليوم هو العكس تماماً لكلا المبدأين المذكورين أعلاه.

اصبح الطرف أطرافاً، والمكون الواحد مكونات، والجيش جيوش وميليشيات!!. أصبح لدينا احزاب وتفريخات، وتكتلات، ومكونات، ومجالس، وتيارات!. أضف إلى ذلك، مئات المنظمات، وآلاف الناشطين والناشطات، ونوافذ إعلامية لا تعد ولا تحصى!!.

وبدلاً من تفكيك المشاكل والملفات المعقدة، يتم مراكمتها وتجميعها لتصبح كرة صلبة متضخمة يصعب حلها. وأصبحت الحلول التي يتم نشرها هنا وهناك، إما أن تؤجل وترحل، أو لا تنفذ، أو يتم وضع حلول غير قابلة للتطبيق بالأساس!.

أصبحنا نستيقظ على إعلان مكون سياسي أو تيار أو مجلس، أو تشكيل لجان جديدة. وننام على خبر صراع بين من ينظر أنهم في نفس الخندق!!!.

والسؤال هنا، من وراء كل هذه التقسيمات والتفرعات والتفريخات المهولة؟!، ولمصلحة من؟!.، ومن خلف عبث اقتتال من يعتبر أنهم في نفس الخندق؟!. ام ان ذلك نتاج طبيعي عن تشظي وفشل الأحزاب الرئيسية، ووجود المشاريع المتعددة، وبروفات للصراعات المؤجلة!.

ولكن ما هو مؤكد من الشواهد امامنا هو اتباع نهج إدارة الصراع عوضاً عن فضه أو حله -سواءً البيني، او بين اطراف الصراع ككل-، ووجود مشاريع متعددة متباعدة، بدلاً من وجود المشروع الوطني الواحد.

وما بروز هذا العدد الفظيع من التفريخات والانقسامات والنزاعات، إلا دليل على الاختلافات الكبيرة في التوجهات، وكذلك مؤشر على انكماش الأرضية المشتركة.

وإلا فما ما هو التفسير المنطقي لما حدث سابقاً، وما يحدث اليوم في محافظة شبوه- الحضارة والوفاء والشهامة-، وتداول ما يسمى بمجلس إنقاذ جديد!!!

Comments

Popular posts from this blog

كتاب " تكامل عمليات الأعمال مع نظام تخطيط موارد المؤسسات SAP ERP " ترجمة د.صالح السليم، د. همدان محمد الصبري